< الصفحة الرئيسية

بيان إيمان المركز العربي للدراسات الكتابية

إن المركز العربي للدراسات الكتابية (ACBS) يحكمه اللجنة التنفيذية وبقيادة المدير العام. جميع أعضاء اللجنة التنفيذية للمركز العربي للدراسات الكتابية (ACBS) بالإضافة للممثلين الرسميين لـ ACBS ممن يتلقون مساعدة مالية، مطلوب منهم التعهد باتباع بيان الإيمان التالي. إن عمل أي استثناء لبيان الإيمان هذا لا يكون إلا بالموافقة بالإجماع للجنة التنفيذية. أي تغيير أو تعديل لبيان الإيمان هذا يتطلب الموافقة بالإجماع للجنة التنفيذية.

1. طبيعة الكتاب المقدس كونه كلمة الله الموحى بها وذات السلطان

نحن نؤمن أن الكتاب المقدس، والذي يتكون من ست وستين سفرًا في عهديه القديم والجديد، هو موحى به من الله، بمعنى أن "الرجال الذين ساقهم الروح القدس تكلموا من الله" بحيث أن كلمات الكتاب المقدس موحى بها لفظيًا. وهذا الوحي الإلهي يمتد بشكل متساوٍ وشامل لكل الأجزاء: التاريخية، الشعرية، العقائدية والنبوية. لذلك، فإن الكتاب المقدس هو معصوم من الخطأ في المخطوطات الأصلية. وقد انتقلت هذه المخطوطات إلى يومنا الحاضر بدقة عالية وفريدة يُعتمد عليها لتكوين الكتاب المقدس (والذي هو كل كلمة الله المكتوبة) ذو السلطان النهائي لكل أمور الإيمان وممارسة الحياة الروحية.

2. طبيعة الله كونه إلهًا ثالوثًا

نحن نؤمن بالله الخالق والضابط للكون، الذي قدرته الأزلية وطبيعته الإلهية ظاهرة في الخليقة، وأن نعمته العامة تمتد إلى كل مخلوقاته. نحن نؤمن بإله واحد موجود أزليًا في ثلاث أقانيم، الآب، الإبن، والروح القدس (الثالوث). هؤلاء الثلاثة متساوون في الجوهر، ولهم نفس الطبيعة، الصفات، والكمالات، وهم مستحقون لنفس العبادة والثقة والطاعة، وهم متميزون في الأقنومية. لذا، فالآب هو الله، والإبن هو الله، والروح القدس هو الله، وهم الهًا واحدًا. كما أننا نؤمن بأن صفات الله هي تعبير أزلي عن الكمال وعدم التغيير في طبيعته. لذلك يمكن الوثوق به كليًا ومعرفته بطريقة شخصية.

3. يسوع المسيح، إلها كاملًا وانسانًا كاملًا

نحن نؤمن بأن الله الإبن، هو أزلي وانه صورة الله غير المنظور. نحن نؤمن بأنه بحسب مقاصد الله وكما هو معلن في الكتاب المقدس، فإن كلمة الله الأزلي، الله الإبن، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس، الذي بواسطته قد خٌلق العالم، قد جاء إلى العالم ليعلن عن الله للبشر، ليتمم النبوات، وليصبح الفادي للجنس البشري الهالك. وكنتيجة لمعجزة فريدة في الحبل به من الروح القدس والولادة من عذراء، فإنه اتخذ جسدًا. نحن نؤمن بأن المسيح كان انسانًا كاملًا والهًا كاملًا بحيث أن الوهيته لم تقل بسبب بشريته ولا بشريته قلت بسبب الوهيته. كونه فريدا الله-إنسان، كان له طبيعة بشرية ذو قداسة مطلقة، غير قادر على ارتكاب الخطيئة

4. الهلاك الروحي لكل البشرية والحاجة للتجديد

نحن نؤمن بأن الزوجين الأولين، آدم وحواء، قد خُلقا أصلا في صورة الله كمخلوقات كاملة معينان للسيادة على الأرض. ولكنهما بعد ذلك سقطا في الخطية، ولذلك خسرا الحياة الروحية التي تمتعا بها في البداية، فأصبحا أموات في الذنوب والخطايا، منفصلين عن الله ، وخاضعين لقوة الشيطان. بالرغم من ان صورة الله في الإنسان قد تشوهت، إلا أنها لم تُطمس كليًا. لذا، نحن نؤمن بأنه من المنظور الالهي فان الخطية قد أثرت في جميع نواحي طبيعة الإنسان. هذا الموت الروحي قد انتقل إلى كل الجنس البشري، بإستثناء وحيد هو الإنسان يسوع المسيح. بالتالي، فإن كل شخص يولد في هذا العالم هو منفصل عن الله وغير قادر على معالجة حالته الهالكة والساقطة بعيدًا عن النعمة الإلهية. إن الحاجة الأمس لكل البشر هو للمصالحة مع الله، وهذا أصبح ممكنًا من خلال العمل الفدائي ليسوع المسيح على الصليب.

5. الموت الكفاري البديل والقيامة الجسدية ليسوع المسيح

نحن نؤمن أنه ليستطيع أن يكون فادي الخطاة الهالكين، فإن يسوع (الإبن الأزلي لله) قد ولد من العذراء واتخذ جسدًا بشريًا وطبيعة بشرية بلا خطية. نحن نؤمن أنه بتجسده قد قبل طوعا إرادة الآب بإخلاء نفسه واتخاذه صورة عبد ليحمل خطية العالم، حاملًا الدينونات الإلهية والمقدسة ضد الخطية وذلك بالموت على الصليب. لذلك كان موته بدليًا، البار من أجل الأثمة، وبواسطة موته أصبح المخلص للهالكين.

نحن نؤمن بأنه وفقًا للكتاب المقدس، قد قام من الأموات بنفس الجسد الذي عاش به ومات به، ولكنه قام في جسد ممجد، والذي هو مثال للجسد الذي سيُعطى لجميع المؤمنين في نهاية الأمر. بواسطة قيامته، تغلب يسوع على الخطية والموت بالإضافة لتغلبه على إبليس وقوى الشر. نحن نؤمن بأن المسيح صعد إلى يمين الآب وأصبح الرأس لجسده، أي الكنيسة، وفي خدمته هذه فإنه يستمر في الشفاعة للمخلصين. بقيامته وصعوده، فإن الله الآب كان يؤكد نجاح المسيح في التكفير عن خطايا جميع البشر.

6. الخلاص بالنعمة وحدها، بالإيمان وحده، بالمسيح وحده

نحن نؤمن بأنه نتيجة للموت بالخطية الذي عم الجميع، فإنه لا يوجد رجاء لأي إنسان في الحصول على الحياة الأبدية ودخول السماء على أساس بره الذاتي، أو أعماله الصالحة أو سعيه الديني. لدخول ملكوت الله، يجب على المرء ان يولد ثانية. حيث تُعطى طبيعة جديدة من الله، وحياة جديدة تزرع بالروح القدس من خلال الكلمة. إن هذا أساسيًا بصورة مطلقة للخلاص، وبالتالي فإن المخلصين فقط هم أولاد لله. الكتاب المقدس يعلم بوضوح بأن هذا الخلاص متاح فقط من خلال يسوع المسيح، وأنه لا يوجد طريق أخرى لله سوى من خلال المسيح.

نحن نؤمن بأن امتياز الدخول إلى ملكوت الله والحصول على الحياة الأبدية من خلال الولادة الجديدة متاح لكل شخص يضع ثقته في يسوع المسيح وفي موته الكفاري. نحن نؤمن بأن الخلاص هو فقط بالنعمة بالإيمان، بمعزل عن الأعمال أو الاستحقاق الشخصي. لا يوجد أي درجة للجهد الشخصي، أو للتمييز الأخلاقي، أو للخضوع للقوانين والأنظمة، أو الفرائض الدينية للحصول على هذا الخلاص. هذا الخلاص يُمنح مجانًا لكل الذين يضعون ثقتهم في الفداء الذي تم فقط من خلال سفك دماء المسيح على الصليب. على هذا الأساس فان كل الذين يضعون ثقتهم بالمسيح وحده بفضل موته على الصليب عنهم فإنهم ينتقلون من الموت الى الحياة، وتُغفر لهم خطاياهم، ويصبحون أولاد الله بالعمل التجديدي للروح القدس. لذا فإنه امتياز لكل الذين لهم الإبن، أن يكون لهم تأكيد لخلاصهم من اللحظة التي يضعون إيمانهم وثقتهم في المسيح واختبارهم للولادة الجديدة.

7. علاقة المؤمن بالروح القدس والتقديس

نحن نؤمن بأن كل مؤمن ينال الروح القدس ويتعمد إلى جسد المسيح في لحظة الولادة الجديدة. آنذاك يختبر المؤمن الغفران الأبدي لكل الخطايا وينال بر المسيح كعطية، جاعلًا منه شخصًا مقبولًا أمام الله وفي سلام مع الله. بالرغم من ذلك، فإن المؤمن يستمر في الصراع مع عادات وبقايا طبيعته الخاطئة السابقة، والتي لا يمكن القضاء عليها في هذه الحياة. وبالتالي، فإن المؤمن مدعو ليسعى إلى حياة من القداسة والتي من خلالها يموت بشكل تدريجي عن الذات ويتشكّل إلى صورة المسيح. وللقيام بذلك فإنه على المؤمن أن يستمد القدرة من قوة الروح القدس وأن يُخضع ذاته للمسيح ربا، بينما "يتغذى" على كلمة الله ويتجاوب مع الله بالإيمان والطاعة.

نحن نؤمن أن كل مؤمن يجب أن يمتلئ من الروح القدس بإستمرار. هذا الملء لا يحدث للمؤمن تلقائيًا لكنه متاح لكل الذين يُخضعون أنفسهم للرب ولكلمته. ونتيجة لذلك فإن شركة المؤمن مع الرب تتقوى بحيث أنه يتحصن ليحيا في إنسجام مع الآخرين وينال القوة لعمل الخدمة.

8. الكنيسة ودعوة المؤمن لتمجيد الله

نحن نؤمن بأن كل الذين هم متحدون مع إبن الله المقام والذي صعد إلى السماوات هم أعضاء في الكنيسة الكونية، والتي هي جسد وعروس المسيح، والتي بدأت في يوم الخمسين. نحن نؤكد على أن كل مؤمن هو مسؤول عن الاشتراك في الكنيسة المنظورة المحلية وأن هذا الأمر هو ضروري للمؤمن للنمو في المسيح.

إن الغاية في حياة كل مؤمن مولود ثانية هو أن يمجد الله بالخضوع للمسيح ربا، وأن ينمو في النعمة ومعرفة الله وأن يعبد الله مع المؤمنين الآخرين في المسيح، خادمًا الآخرين بالمحبة، ومساعدًا في تقدّم المأمورية العظمى.

9. الرجاء المبارك في عودة المسيح وتحقق الملكوت

نحن نؤمن بأن الرب يسوع المسيح سيعود ثانية إلى الأرض، وأن مجيئه هو "الرجاء المبارك" الذي يترقبه المؤمنون منتظرين. في نهاية الضيقة العظيمة - الوقت الذي تقع فيه دينونة الله البارّة على كل الأرض- فإن الرب يسوع المسيح سوف يأتي منتصرًا بقوة وبمجد عظيم، وسيكون مجيئه ثانية في الجسد ومنظورًا. بعد هزيمة أعوان إبليس في العالم، فإن الرب يسوع سوف يُعطَى "السلطان، والمجد، والملكوت". بالتالي، فإن الرب يسوع سوف يدشن في الزمن المتنبأ عنه برًا وسلامًا كونياً. نتيجة لذلك، فإن ملكوت هذا العالم سيصبح ملكوت ربنا، ومسيحه. إلا أن الذين لم يضعوا ثقتهم في المسيح كمخلص لهم فإنهم سيواجهون دينونة الله، منفصلين أبديًا عنه ومحتجزين في مكان للعذاب والذي يصفه الكتاب المقدس بـ "بحيرة النار".